القرآن منهاج حياة



قرآن الكريم منهج حياة، ودستور أمة، وهادٍ للبشرية جمعاء، ومقيم للمجتمعات على أقوم سبيل وأوضح طريق.

وقال تعالى: «ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم أجراً كبيرا».
وقال تعالى: (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين).
قال تعالى: «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان».
ففي تمسك الأمة به عزتها وفعتها، وفيه وحدتها وجمع كلمتها، وفيه صلاحها ونجاتها، وفيه امنها واستقرارها، وفيه الحكم العدل والقول الفصل «لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس».
«وانه لكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد».
يجد فيه المسلم راحة لقلبه، وانشراحاً في صدره، واطمئناناً في نفسه وسكينة في بدنه.
«الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب».
وذلك متى عمل بمحكمه وآمن بمتشابهه، وأتى حلاله واجتنب مناهيه وتحلى بقيمه واخلاقه واقام حدوده واتعظ بمواعظه واستفاد من قصصه واخباره.
ولن يتحقق ذلك إلا إذا اجتمع لقارئه سلامة في النطق واتقان في التلاوة وتأمل في المضامين، وقبل هذا وذاك ارادة التعبد به تعلماً وعملاً، وتعليماً، قال تعالى: «أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها».
وقال تعالى: «افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا».
وقال تعالى: «ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون».
وقال تعالى: «لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون».
واذا كان العبد المسلم يؤجر على كل عمل يتصل بالقرآن، سواءً كان تعلمه او حفظه، او تعليمه للآخرين، فإن جماع ذلك كله العمل به في حياته حتى يصبح متحلياً به في كل خطوات سيره، ما يحب وما يكره، ما يرغب فيه وما لا يرغب، قال تعالى: «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امراً ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا».
ولا يكفي ان تردد آياته في المناسبات وبمكبرات الاصوات دون اعتبار  لما تتضمنه من الدلالات المطلوب تطبيقها من المؤمنين والمؤمنات.
لهذا نجد الرسول صلى الله عليه وسلم يحث أمته على الجمع بين كل متطلبات القرآن حتى لا يصبح نغماً يردد بالألسن، دون أن تهتز له المشاعر وتتحرك له الابدان.. يقول عليه الصلاة والسلام: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله عز وجل ويتدارسونه فيما بينهم إلاّ نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده».
ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ وأرق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها».
ويقول النواس بن سمعان رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما».
ويقول عليه الصلاة و السلام: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
ولما سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالت: «كان خلقه القرآن».
ومعناه انه يتأدب بآدابه، ويتخلق بأخلاقه، ويقف عند حدوده، ويأخذ بأحكامه وتشريعاته.
وعلى هذا المنوال يجب أن تسير الأمة المسلمة، بأن تجعل كتاب ربها مصدر تشريعاتها، ومنبع نظمها وقوانينها، ورابطة التعامل فيما بينها لأنه الوحي النازل من الله العليم بحقيقة ما يصلح الانسان وما يفسده وما يضره وما ينفعه، وما يجلب له السعادة ويدفع عنه الشقاوة فحري بالأمة أن تتمسك به وأن تعض عليه بالنواجذ، مهما تغيرت الاحوال وتقلبت الامور، وتآمر عليها الأعداء، إذ هوحبل الله المتين ومنهجه القويم «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا».
والله من وراء القصد.. وهو حسبنا ونعم الوكيل.

تعليقات