ملخص الخطبة
| |
1- معاني الذكر. 2- الكون يسبح الله. 3- المحبة بين الله وخلقه. 4- فضائل الذكر. 5- مواطن الذكر. 6- موقف العبد من الذكر.
| |
الخطبة الأولى
| |
يقول الله تعالى:
فما الذكر؟، وما فضائله؟، وما مواطن ذكر العبد لربه؟، وما موقف المسلم منه؟
أما الذكر: فللذكر معنيان:
أ- عام: كل ما يتقرب به العبد لربه فهو ذكر لله عز وجل، فجوارح العبد لم تتحرك للطاعة إلا وذكر الله تعالى قد ساقها.
ب- خاص: هو ما يجري على اللسان والقلب من تسبيح وتنزيه وحمد وثناء على الله عز وجل.
وينبغي أن تعلم :
1- أن الوجود كله ذاكر لله مسبح له، قال تعالى:
أ- الجماد: قول النبي
ج- الطير: قال تعالى:
2-أن الصلة بين الله وأوليائه صلة ود ومحبة: قال تعالى:
وقال تعالى:
والمحب الصادق في حبه لا يحتاج إلى من يذكره بحبيبه وإلا فهي دعوى تحتاج إلى دليل ودليلها هو الذكر الدائم الممزوج بالفرح واللذة التي لا يعلمها إلا من ذاقها. يقول أحد السلف: لو يعلم أبناء الملوك ما نحن فيه من لذة لقاتلونا عليها.
وكيف لا يذكر العبد ربه وهو سبحانه:
مصدر كل نعمة: قال تعالى:
وقال تعالى:
والقلب إنما ينخلع إلى الله وحده عند المصيبة: قال تعالى:
يا من يرى ما في الضمير ويسمع أنت المـعد لكل مـا يتوقع
يا مـن خزائن ملكه في قول كن يا من إليه المشتكى والمفزع
وأما فضائل الذكر: فإن للذكر فضائل كثيرة منها :
لا طمأنينة للقلب إلا به، قال تعالى:
يستدرك العبد بالذكر تقصيره للحديث:((أن رجلا قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبروني بشيء أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطبا بذكر الله))([3]).
3- مطردة للشيطان ووساوسه: للحديث:((إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس، وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس))([4]).
4- مغفرة للذنوب: فعن أنس
5- غراس وبناء: عن ابن مسعود
6- الحصن الحصين من الآفات والأمراض والشرور: للحديث:((من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، لم يصبه ذلك البلاء))([7]).
7- معية الله ورحمته وتوفيقه لذاكره سبحانه: للحديث عن أبي هريرة
8- سبب للنجاة من عذاب الله: للحديث:((ما عمل آدمي قط أنجى له من عذاب الله من ذكر عز وجل))([9]).
وأما مواطن ذكر العبد لربه: فالأصل أن ذكر الله عز وجل في كل حين يكون للحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت:((كان رسول الله
1- عند النعمة: قال تعالى:
كحال قارون عندما نسب النعمة إليه، قال تعالى عنه
ثم تأمل موقف نبي الله سليمان عليه السلام وقد رأى عظيم فضل الله عليه وما سخره له، قال تعالى:
وذكر العبد لربه عند النعمة يكون بألا يرد سائلا ولا ينهر يتيما، قال تعالى:
2- وعند القوة: فلا تتعاظم في نفسك وأنت الضعيف أولك نطفة قذرة وآخرك جيفة مذرة، وأنت ما بينهما تحمل العذرة.
تذكر قدرة الله عليك إذا دعتك نفسك إلى الظلم فذكر الله تعالى تثاب عليه وتأمل في موقف رسول الله
ورأى النبي
3- وعند المصيبة: فلا تنسينك أنك عبد مملوك لمالك هو الله جل جلاله وأنه سبحانه حكيم، فعليك بلزوم الأدب عند المصيبة في:
أ- عقلك: بأن تحسن الظن بربك:
ب- في لسانك: فلا تنطق إلا بالحمد والإقرار بأنك ملك لله سبحانه وأن المرجع إليه لا إلى سواه:
ج- وفي جوارحك: فلا شق ولا لطم:((ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية))([13]).
فلزوم العبد الأدب عند المصيبة ذكر لله عز وجل.
4- عند الشهوة: فلا تطغى شهواتك على دينك وعقلك، فلا تستطيع كبح جماح نفسك عن الحرام للحديث:((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ...،-ومنهم - رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله))([14]).
فإذا ملك العبد زمام نفسه فقد ذكر ربه فهذا يوسف عليه السلام وقد اجتمعت الدواعي الكثيرة لإتيانه الفاحشة فقال:
5- وعند بيعك وشرائك: فلا يقودك جشعك إلى الحرام وعدم المبالاة بمشروعية كسبك أو حرمته للحديث:((كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به))([15]).
فحذرك ألا يدخل جوفك الحرام هو ذكر لله عز وجل تثاب عليه.
وأما موقف العبد من الذكر:
فإن للذكر آدابا ينبغي على العبد أن يلتزم بها عند الذكر ومن ذلك:
انتهاء الجوارح عن الفواحش: ذلك لأن المقصود من الذكر تزكية الأنفس وتطهير القلوب وإيقاظ الضمائر قال تعالى:
وسأل مكحول ابن عمر
وعائشة رضي الله عنها تقول: (رب قاري للقرآن والقرآن يلعنه) فإذا ذكر آية فيها اللعنة على الكافرين أو الظالمين أو الكاذبين وهو كذلك فقد لعن نفسه.
الخشوع والتأديب: قال تعالى:
انخفاض الصوت مخافة وطعما: قال تعالى:
حيث يستشعر العبد قرب ربه منه، وسماعه سبحانه، وعلمه فهو سبحانه:
فإنما هي مناجاة، وخفقات قلوب، ممزوجة بدموع الانكسار والندم.
لزوم المأثور فإنه أنفع وأبلغ: فأدعية وأذكار المصطفى
|
تعليقات
إرسال تعليق