حكم سب الذات الإلهية ، أو الدين .. وما يترتب على ذلك
في
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
ألفاظ الكفر تخرج من الملة الحنيفية ، وتهدد الحياة الأسرية
السؤال : ما حكم من سب الذات الإلهية ، أو الدين ، او شتم الرسول صلى الله علية وسلم ، وما يترتب على ذلك ؟
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد .. أولا : حكم الساب وما يترتب علية من أحكام .
(أ) حكم الساب / من سب الله عز وجل ، أو الدين ، أو استهزأ بالله ، أو
اياته ، أو رسله ، أو كتبه ، أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة : كالصلاة ،
أو غير ذلك من نواقض التوحيد ، فقد كفر وارتد عن الإسلام ، جادا كان أو
مازحا .
(ب) أحكام المرتد / إذا تلفظ المسلم بالفاظ الكفر ، أو أتى شيئا من موجبات
الردة ، ومات قبل أن يندم ، ويتوب إلى الله تعالى ، ويعلن رجوعة إلى
الإسلام من جديد : بالنطق بالشهادتين ، فإنه يموت كافرا أو مرتدا ، ويحشر
مع أهل الكفر والشرك ، لأنه منهم ، فضلا عن لعنة وخلوده في النار أبدا , إذ
يقول رب العزة جل وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ
لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا
وَلَا نَصِيرًا * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ
يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ) . وأما في
الدنيا فتترتب على الردة أحكام كثيرة ، أهمها ما يلي :
1- سقوط ولاية المرتد على غيرة : فلا يولى على القاصرين من أولاده ، او
أولاد غيره ، ولا يزوج أحدا من بناته ، أو غيرهن ممن له ولاية عليهن قبل
ردته : لأنه لا ولاية لكافر على مسلم .
2- إمتناع التقارب بينه وبين اقاربه : فلا يرثهم ، ولا يرثونه ، ويكون ماله فيئا لبيت مال المسلمين .
3- تحريم ذبيحته : لأن المرتد لا ملة له ولا يقر على دين غنتقل إليه ، حتى ولو كان دين اهل الكتاب .
4- تحريم الدعاء له بالمغفرة والرحمة ، وتحريم الصلاة عليه إذا مات قبل
التوبة والرجوع إلى الإسلام : لقوله تعالى : ( وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ
مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ
بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ ) .
5- بطلان أعماله الصالحة ، وفساد طاعاته وعباداته إن مات على الكفر : لقوله
تعالى : ( وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ
فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) .
6- وجوب إقامة الحد عليه ، وعقابه القتل لقوله صلى الله علية وسلم : " من
بدل دينه فاقتلوه " اخرجه الشيخان عن إبن عباس رضى الله عنهما ، ولكنه
يستتاب قبل قتله ، فيحبس ثلاثة أيام ، ويعرض علية الإسلام ، فإن أصر على
الكفر يقتل .
7- تحريم نكاحه : فلا يصح زواج المرتد من المسلم الثابت على دينه ، سواء
كان رجلا أو أنثى ، لأن المرأة المسلمة لا تحل لكافر ، كما لا يحل لمسلم ان
يتزوج من امرأة كافرة .
ثانيا : أثر الردة لكافر على عقد الزواج ، وحكم المعاشرة الزوجية بعد التلفظ بألفاظ الكفر .
(أ) إذا تلفظ أحد الزوجين بألفاظ الكفر أصبح كافرا مرتدا ، وانفسخ عقد
الزواج بينهما فورا ، ووقعت الفرقة في الحال ، وحرمت الخلوة ، والمعاشرة
الزوجية ، من الجماع ومقدماته ، وإن حصل شيئ من ذلك بينهما فهو زنا ،
وعلاقة محرمة ، فلا يحل لامرأة مسلمة أن تختلي بزوجها المرتد ولا أن تمكنه
من نفسها ، كما لا يحل لمسلم أن يعاشر زوجته المرتدة ، أو يختلي بها .
(ب) وإذا عاد المرتد منهما إلى الإسلام , فلا يعود الزواج بينهما إلا بعقد ومهر جديدين .
(ج) أما إذا تكرر منه ذلك مرارا فلا معنى لبقاء النكاح بينهما ، لأنه زنديق
متلاعب ، لا يقيم للإسلام في نفسه وزنا ، ولا يضع لعقيدته في قلبه إعتبارا
، فلا توبة له عند جمهور العلماء ، وذهب بعضهم الى قبول توبته إذا تاب
توبة خالصة ، عازما بصدق على ترك هذه المعصية ، وهذا ما أرجحه : لقوله
تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا
تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) .
ومن أخلص في توبته ، ولجأ إلى الله نادما ، مستنكثرا من الطاعات وعمل
الصالحات ، فله البشرى من رب الأرض والسماوات ، بتبديل السيئات إلى حسنات :
حيث يقول سبحانه وتعالى : ( إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا
صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ
اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا *وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ
يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا )
تعليقات
إرسال تعليق