اختلف أهل العلم في قوله تعالى عن نفسه المقدسة : ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) المؤمنون /14 ، وقوله سبحانه : ( أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ) الصافات / 125 .
فقيل : المعنى : أحسن الصانعين . قال مجاهد : يصنعون ويصنع الله ، والله خير الصانعين ."تفسير الطبري" ورجحه ابن جرير رحمه الله ، وقال : " لأن العرب تسمي كل صانع خالقاً ، ومنه قول زهير: وَلأنْتَ تَفْرِي ما خَلَقْتَ وَبَعْـ ـضُ القَوْمِ يخْلُقُ ثمَّ لا يَفْرِي "تفسير الطبري"
وقال القرطبي رحمه الله :
" ( أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) : أتقن الصانعين . يقال لمن صنع شيئاً : خلقه .
ولا تُنفى اللفظة عن البشر في معنى الصنع ؛ وإنما هي منفية بمعنى الاختراع وإيجاد من العدم "
وقال ابن القيم رحمه الله :
" (الخالق والمصور ) : إن استعملا مطلقين غير مقيدين لم يطلقا إلا على الرب ، كقوله : ( الخالق البارئ المصور ) ، وإن استعملا مقيدين أطلقا على العبد ، كما يقال لمن قدَّر شيئا في نفسه ، أنه خلقه . قال :
وَلأنْتَ تَفْرِي ما خَلَقْتَ وَبَعْـ ـضُ القَوْمِ يخْلُقُ ثمَّ لا يَفْرِي
أي : لك قدرة تُمضي وتنفذ بها ما قدَّرته في نفسك ، وغيرك يقدِّر أشياء وهو عاجز عن إنفاذها وإمضائها ، وبهذا الاعتبار صح إطلاق خالق على العبد في قوله تعالى : ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) ؛ أي : أحسن المصورين والمقدرين ، والعرب تقول : قدرت الأديم ، وخلقته : إذا قسته لتقطع منه مزادة أو قربة ونحوها . قال مجاهد : يصنعون ويصنع الله والله خير الصانعين . وقال الليث : رجل خالق ، أي : صانع ، وهن الخالقات : للنساء . وقال مقاتل : يقول تعالى : هو أحسن خلقاً من الذين يخلقون التماثيل وغيرها ، التي لا يتحرك منها شيء .
وأما البارئ : فلا يصح إطلاقه إلا عليه سبحانه ؛ فإنه الذي برأ الخليقة وأوجدها بعد عدمها " انتهى من "شفاء العليل" (ص 131) ، وينظر : "أضواء البيان" ، للشنقيطي (26 / 41) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " ما ورد من إثبات خلق غير الله ، كقوله تعالى : ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) ، وكقوله صلى الله عليه وسلم في المصورين: ( يقال لهم أحيوا ما خلقتم )
فهذا ليس خلقاً حقيقة ، وليس إيجاداً بعد عدم ، بل هو تحويل للشيء من حال إلى حال ، وأيضاً ليس شاملاً ، بل محصور بما يتمكن الإنسان منه ، ومحصور بدائرة ضيقة ؛ فلا ينافي قولنا : إفراد الله بالخلق " انتهى . "القول المفيد" .
الإسلام سؤال وجواب
فقيل : المعنى : أحسن الصانعين . قال مجاهد : يصنعون ويصنع الله ، والله خير الصانعين ."تفسير الطبري" ورجحه ابن جرير رحمه الله ، وقال : " لأن العرب تسمي كل صانع خالقاً ، ومنه قول زهير: وَلأنْتَ تَفْرِي ما خَلَقْتَ وَبَعْـ ـضُ القَوْمِ يخْلُقُ ثمَّ لا يَفْرِي "تفسير الطبري"
وقال القرطبي رحمه الله :
" ( أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) : أتقن الصانعين . يقال لمن صنع شيئاً : خلقه .
ولا تُنفى اللفظة عن البشر في معنى الصنع ؛ وإنما هي منفية بمعنى الاختراع وإيجاد من العدم "
وقال ابن القيم رحمه الله :
" (الخالق والمصور ) : إن استعملا مطلقين غير مقيدين لم يطلقا إلا على الرب ، كقوله : ( الخالق البارئ المصور ) ، وإن استعملا مقيدين أطلقا على العبد ، كما يقال لمن قدَّر شيئا في نفسه ، أنه خلقه . قال :
وَلأنْتَ تَفْرِي ما خَلَقْتَ وَبَعْـ ـضُ القَوْمِ يخْلُقُ ثمَّ لا يَفْرِي
أي : لك قدرة تُمضي وتنفذ بها ما قدَّرته في نفسك ، وغيرك يقدِّر أشياء وهو عاجز عن إنفاذها وإمضائها ، وبهذا الاعتبار صح إطلاق خالق على العبد في قوله تعالى : ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) ؛ أي : أحسن المصورين والمقدرين ، والعرب تقول : قدرت الأديم ، وخلقته : إذا قسته لتقطع منه مزادة أو قربة ونحوها . قال مجاهد : يصنعون ويصنع الله والله خير الصانعين . وقال الليث : رجل خالق ، أي : صانع ، وهن الخالقات : للنساء . وقال مقاتل : يقول تعالى : هو أحسن خلقاً من الذين يخلقون التماثيل وغيرها ، التي لا يتحرك منها شيء .
وأما البارئ : فلا يصح إطلاقه إلا عليه سبحانه ؛ فإنه الذي برأ الخليقة وأوجدها بعد عدمها " انتهى من "شفاء العليل" (ص 131) ، وينظر : "أضواء البيان" ، للشنقيطي (26 / 41) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " ما ورد من إثبات خلق غير الله ، كقوله تعالى : ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) ، وكقوله صلى الله عليه وسلم في المصورين: ( يقال لهم أحيوا ما خلقتم )
فهذا ليس خلقاً حقيقة ، وليس إيجاداً بعد عدم ، بل هو تحويل للشيء من حال إلى حال ، وأيضاً ليس شاملاً ، بل محصور بما يتمكن الإنسان منه ، ومحصور بدائرة ضيقة ؛ فلا ينافي قولنا : إفراد الله بالخلق " انتهى . "القول المفيد" .
الإسلام سؤال وجواب
بختصار قوله سبحانه: يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب
ردحذف