كلوا واشربوا ولا تسرفوا ''أيام التشريق

كلوا واشربوا ولا تسرفوا
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على إمام المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين و على من اتبعهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديثي في هذا الموضوع عن أيام التشريق
فهذه الأيام المباركة، أيام أكل وشرب كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
فلا صيام فيها إلا للحاج الذي لم يجد هدي ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب"
 رواه أبو داود (2066)، وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع (8192).
ولحديث عائشة رضي الله عنها :
"لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي"
البخاري (1998).
فرأيت أن أذكركم ونفسي بأمر مهم يغفل عنه الكثيرون ويأتونه من حيث لا يشعرون
وهو الإسراف في الأكل فلنحاول إخواني أخواتي اجتناب ذلك، سواء في هذه الأيام
أو غيرها ..  ولكن أخص بالذكر هذه الأيام حيث تكثر الشكاوى على ألسنة الناس
وهذا أمر طبيعي فالإسراف لا يأتي إلا بالضرر والأمر إذا زاد عن حده انقلب لضده
  يقول جل وعلا :
 "كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"
وإن قُرن الإسراف بالجلوس دون حركة وعمل ، يكون الخطر أكبر
فلنتحرك ولنمشي في مناكب الأرض - أطرافها ونواحيها -
وذلك امتثالا لأمر الله تعالى في عديد الأعمال
من خلال الخطوات المباركة إلى المساجد وصلة الأرحام
والعمل والسير في الأرض للتدبر في عظيم صنع الرحمن ،
يقول جل وعلا :
"فامشوا في مناكبها  وكلوا من رزقه وإليه النشور"
ويقول صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي وروحي ونفسي :
"ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه، بحسب امرئ لقيمات يقمن صلبه،
 فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"
 رواه الإمام أحمد و الترمذي و النسائي و ابن ماجة ، وقال الترمذي : حديث حسن
سبحان الله، فقد ابتلينا بأمر سيء في عصرنا هذا
وهو أننا نسرف في الأكل لدرجة أن الهواء لا يجد له سبيلا إلى البطون.
وهذا أدى بنا لأمراض تُذكر فلا تُحصى كالكلسترول والجلطة الدماغية و السكري
والكلي وأمراض القلب والشرايين، والسرطنات بأنواعها  و و و
وظهر فينا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو السمن
فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه:
" إن خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم،
ثم يكون قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون،
وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن. "
 قال السيوطي في شرحه على مسلم: ويظهر فيهم السمن
 أي كثرة اللحم أي يكثر ذلك فيهم استكسابا لا خلقة. انتهى.
 قال الحافظ في الفتح: قوله: ويظهر فيهم السمن أي كثرة اللحم،
ووجه كونه عيبا أنه يحصل من كثرة الأكل وليس من الصفات المحمودة.
وقال أيضاً: وإنما كان مذموما لأن السمين غالبا بليد الفهم ثقيل عن العبادة
كما هو مشهور.
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: 
فالسِّمَن يظهر من كثرة الإِرفاه، لأن الذي لا يُترِفُ نفسه لا يسمن غالباً،
 وهذا يدلُّ على أنَّ كثرة التَّرف، ليست من الأمور المحمودة.
الآن نرى الغرب ينفق الملايين بل الملايير للتصدي للسمنة ونحن والله نملك خير الهدي
هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، قال عليه الصلاة والسلام :
"ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه، بحسب امرئ لقيمات يقمن صلبه،
 فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"
فبحسب امرئ لقيمات يقمن صلبه
وأختم قولي هذا بقول الله جل في علاه :
"كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين
أسأل الله أن يهدينا لما فيه الخير لنا في الدنيا والآخرة
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

تعليقات