حكم السحر والساحر


جاء الإسلام ليحفظ للناس دينهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم وعقولهم، وجعل هذه الضرورات الخمس قواعد الخلق في رعاية مصالحهم ودفع مضارهم، فحرّم كل اعتداء عليها، فحرم الكفر والردة لإخلالها بأصل الدين، وحرم قتل النفس بغير حق، وحرّم الاعتداء على الأموال والأعراض والأنساب، وحرّم الاعتداء على العقول بكافة أنواع المسكرات الحسية والمعنوية .
والسحر لم يأت على قاعدة من هذه القواعد إلا وأفسدها، فالسحر والكفر قلما يفترقان، والسحر سبيل لتبذير المال وتضييعه، وهو مفسد للذرية بتفريق رباط الأسرة، وهو مدخل للزنا والاعتداء على الأعراض؛ وهو كذلك سبيل لاغتيال العقول وطمسها، فلا غرو حينئذ أن يقف الإسلام من السحر وأهله موقفا صارماً فقد حرم تعلمه وتعليمه، وأوجب كفر الساحر عن سحره، وإقامة الحد عليه تطهيرا للمجتمع من شره ودجله، وحرم على الناس الذهاب إلى السحرة والاستعانة بهم .
وبين يديك - أخي القارئ – جملة من أحكام الشريعة الإسلامية، التي تبين لك كيف وقف الإسلام من السحر وأهله، وكيف تعامل مع أعمالهم وإفسادهم .
 حكم تعلم السحر وتعليمه :
اتفق العلماء على أن تعلم السحر وتعليمه وممارسته حرام، قال ابن قدامة - رحمه الله - في "المغني" "...فإن تعلُم السحر وتعليمه حرام لا نعلم فيه خلافاً بين أهل العلم" وقال الإمام النووي رحمه الله في "شرح مسلم": " وأما تعلمه – أي السحر - وتعليمه فحرام ".
ورغم اتفاقهم على حرمة تعلم السحر وتعليمه وممارسته إلا أنهم اختلفوا في تكفير فاعله، فذهب جمهور العلماء ومنهم مالك وأبو حنيفة وأصحاب أحمد وغيرهم إلى تكفيره .
وذهب الشافعي إلى التفصيل، فإن كان في عمل الساحر ما يوجب الكفر، كفر بذلك، وإلا لم يكفر.
واستدل الجمهور القائلون بكفر الساحر بقوله تعالى: { وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر } قال الحافظ في "الفتح": " فإن ظاهرها أنهم كفروا بذلك، ولا يكفر بتعليم الشيء إلا وذلك الشيء كفر، وكذا قوله في الآية على لسان الملكين: { إنما نحن فتنة فلا تكفر } فإن فيه إشارة إلى أن تعلم السحر كفر فيكون العمل به كفرا وهذا كله واضح ".
واستدل الشافعية بما رواه أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن ؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ) متفق عليه . قالوا: دل الحديث على أن السحر ليس من الشرك بإطلاق، ولكن منه ما هو معصية موبقة كقتل النفس وشبهها
واستدلوا أيضاً بما روي عن عائشة رضي الله عنها أن مدبَّرة لها سحرتها استعجالاً لعتقها فباعتها عائشة ولم تقتلها " رواه الشافعي والحاكم والبيهقي وصححه الحاكم على شرط الشيخين . قال ابن قدامة تعليقا على أثر عائشة : " لو كفرت لصارت مرتدة يجب قتلها ولم يجز استرقاقها " .
قال الشيخ الشنقيطي : " التحقيق في هذه المسألة – يعني تكفير الساحر - هو التفصيل . فإن كان السحر مما يعظم فيه غير الله كالكواكب والجن وغير ذلك مما يؤدي إلى الكفر فهو كفر بلا نزاع، ومن هذا النوع سحر هاروت وماروت المذكور في سورة " البقرة " فانه كفر بلا نزاع .. وإن كان السحر لا يقتضي الكفر كالاستعانة بخواص بعض الأشياء من دهانات وغيرها فهو حرام حرمة شديدة ولكنه لا يبلغ بصاحبه الكفر. هذا هو التحقيق إن شاء الله تعالى في هذه المسألة التي اختلف فيها العلماء ."
 عقوبة الساحر
اختلف أهل العلم في عقوبة الساحر فذهب الحنفية إلى أن الساحر يقتل في حالين: الأول: أن يكون سحره كفرا, والثاني: إذا عرفت مزاولته للسحر بما فيه إضرار وإفساد ولو بغير كفر . وذهب المالكية إلى قتل الساحر, لكن قالوا: إنما يقتل إذا حكم بكفره , وثبت عليه بالبينة لدى الإمام , وعند الشافعية: إن كان سحر الساحر ليس من قبيل ما يكفر به, فهو فسق لا يقتل به، إلا إذا قتل أحداً بسحره عمداً فإنه يقتل به قصاصاً .
وذهب الحنابلة إلى أن الساحر يقتل حداً ولو لم يقتل بسحره أحدا, لكن لا يقتل إلا بشرطين: الأول: أن يكون سحره مما يحكم بكونه كفرا مثل فعل لبيد بن الأعصم , أو يعتقد إباحة السحر . الثاني: أن يكون مسلماً, فإن كان ذميا لم يقتل ; لأنه أقرَّ على شركه وهو أعظم من - السحر , ولأن ( لبيد بن الأعصم اليهودي سحر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقتله ) .
واستدل من رأى قتل الساحر بأنه مرتد، والمرتد كافر وحكمه القتل، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من بدل دينه فاقتلوه ) رواه البخاري .
وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه كتب كتاباً قبل موته بسنة " أن اقتلوا كل ساحر وساحرة " قال الراوي: فقتلنا ثلاث سواحر في يوم . رواه أحمد وأبو داود .
كما روي قتل السحرة عن عدد من الصحابة منهم عثمان وابن عمر وأبي موسى وقيس بن سعد ، ومن التابعين سبعة منهم عمر بن عبد العزيز .
قال الشيخ الشنقيطي : " والأظهر عندي أن الساحر الذي لم يبلغ به سحره الكفر ولم يقتل به إنسانا أنه لا يقتل . لدلالة النصوص القطعية ، والإجماع على عصمة دماء المسلمين عامة إلا بدليل واضح . وقتل الساحر الذي لم يكفر بسحره لم يثبت فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتجرؤ على دم مسلم من غير دليل صحيح من كتاب أو سنة مرفوعة غير ظاهر عندي. والعلم عند الله تعالى، مع أن القول بقتله مطلقا قوي جدا لفعل الصحابة له من غير نكير " .
 فك السحر بالسحر ( النشرة )
اتفق الفقهاء على أن حل السحر بالرقى والأوراد الشرعية جائز ومشروع، أما حل السحر بسحر مثله فمحرم؛ لأنه لا يخرج عن كونه سحراً محرماً كغيره من أنواع السحر، قال ابن القيم : حل السحر بسحر مثله من عمل الشيطان, فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب فيبطل العمل عن المسحور، ويؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن النشرة ؟ فقال : ( هي من عمل الشيطان ) ذكره أحمد وأبو داود
هذه بعض أحكام السحر تعلماً وتعليماً وممارسةً وهي أحكام صارمة، القصد منها التنفير عن هذا الفعل الشنيع واجتنابه، وحماية الناس من شره ومفاسده، فكم جلب السحر على الناس من شرور، وأوقع بينهم من عداوات، وأورث بينهم من أحقاد، وكم هدم من أسر، وأدخل من ضرر على العباد، ولا يمارسه إلا من باع دينه وذهب خلقه: { ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون } فينبغي للعاقل أن يجتبه أشد الاجتناب فلا يتعلمه مشافهة ولا قراءة من كتاب، ولا يأت ساحراً ولا يسأله فما وراءهم إلا الدمار والهلاك .
فالسحر من أعظم الذنوب جرما وأشدها حرمة، وقد ثنَّى به النبي صلى الله عليه وسلم بعد الشرك بالله تعالى فقال: اجتنبوا السبع الموبقات. قيل يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات. متفق عليه.
 وقد حكم الله تعالى بأن الساحر ليس له في الآخرة من نصيب فقال: وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ {البقرة: 102}.
ومع ذلك فلو تاب الساحر توبة صادقة مستجمعة لشروط قبولها، فإن ذلك ينفعه في الآخرة حتما، وأما في أحكام الدنيا ففي ذلك خلاف بين أهل العلم، كما سبق بيانه في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 5960، 11141، 5523.
 وجاء في (الموسوعة الفقهية): الخلاف في قبول توبة هذه الطوائف إنما هو في الظاهر من أحكام الدنيا من ترك قتلهم وثبوت أحكام الإسلام في حقهم، وأما قبول الله لها في الباطن وغفرانه لمن تاب وأقلع ظاهرا أو باطنا فلا خلاف فيه، فإن الله تعالى لم يسد باب التوبة عن أحد من خلقه، وقد قال في المنافقين: {إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤتي الله المؤمنين أجرا عظيما} اهـ.
ومعلوم أن من شروط التوبة إن كان الذنب يتعلق بحق آدمي أن يستحل منه أو يرد إليه حقه بقدر طاقته.
 جاء في (الموسوعة الفقهية): لا بد من التنبيه على أن الإقلاع عن الذنب لا يتم إلا برد الحقوق إلى أهلها، أو باستحلالهم منها في حالة القدرة ... ورد الحقوق يكون حسب إمكانه، فإن كان المسروق أو المغصوب موجودا رده بعينه، وإلا يرد المثل إن كانا مثليين والقيمة إن كانا قيميين، وإن عجز عن ذلك نوى رده متى قدر عليه، وتصدق به على الفقراء بنية الضمان له إن وجده. فإن كان عليه فيها حق، فإن كان حقا لآدمي كالقصاص اشترط في التوبة التمكين من نفسه وبذلها للمستحق هـ.
فإن استحل الساحر ذوي الحقوق فأحلوه وعفوا عن حقهم، وحقق مع ذلك بقية شروط التوبة من ترك الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العود، فإنه بذلك تبرأ ذمته في الآخرة ويكون من أهل العفو إن شاء الله.
وأما إن استحلهم فلم يحلوه ولم يسامحوه، فإن الحكم يكون باعتبار إمكان التدارك، فما وقع على المرء من ظلم وتعد بسبب السحر وكان يمكن تداركه برد الحق والتعويض عنه أو حصول القصاص، ففعل الساحر التائب ذلك ومكَّن منه خصومه، فقد برئت ذمته. ويبقى الإشكال في ما لا يمكن تداركه كحصول الموت أو مرض مزمن كالجنون، أو حصول الطلاق بسبب السحر، ونحو ذلك، فأمر الساحر في ذلك إلى الله تعالى، إن شاء عفا عنه ورضَّى عنه خصومه يوم القيامة، وإن شاء آخذه بالمقاصة من حسناته وذنوب خصومه، فيعطى خصومه من حسناته بقدر مظلمتهم أو يحمل هو من سيئاتهم بقدرها، كما جاء في حديث المفلس، وراجع ذلك في الفتويين: 3964، 22000 .
 الأشياء التي يُتَّقى بها خطرُ السحرِ قبلَ وقوعه
 والأشياءُ التي يُعالجُ بها بعد وقوعه :
من الأمور المباحة شرعا:
[[]] أما النوع الأول:
وهو الذي يتقى به خطر السحر قبل وقوعه
 فأهم ذلك وأنفعه هو التحصن بالأذكار الشرعية والدعوات والتعوذات المأثورة.
 # ومن ذلك قراءة آية الكرسي خلف كل صلاة مكتوبة بعد الأذكار المشروعة بعد السلام.
 # ومن ذلك قراءتها عند النوم،
# وآية الكرسي هي أعظم آية في القرآن الكريم وهي قوله سبحانه:
 [ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ].
# ومن ذلك قراءة
قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس
خلف كل صلاة مكتوبة
 وقراءة السور الثلاث ثلاث مرات في أول النهار وأول الليل.
# ومن ذلك قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في أول الليل
 وهما قوله تعالى: [ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ] إلى آخر السورة.
# وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
[ من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ] ،
وصح عنه أيضا - صلى الله عليه وسلم - أنه
قال: [ من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ] ،
والمعنى والله أعلم كفتاه من كل سوء.
 ومن ذلك الإكثار من التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
 # في الليل والنهار،
# وعند نزول أي منزل
في البناء أو الصحراء أو الجو أو البحر
 لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : [ من نزل منزلا فقال: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك" ] .
# ومن ذلك أنه يقول المسلم في أول النهار وأول الليل ثلاث مرات:
[ بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ] ،
 لصحة الترغيب في ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
[[]] وهذه الأذكار والتعوذات
من أعظم الأسباب في اتقاء شر السحر وغيره من الشرور
لمن حافظ عليها بصدق وإيمان وثقة بالله واعتماد عليه وانشراح صدر لما دلت عليه،
وهي أيضا من أعظم العلاج لإزالة السحر بعد وقوعه
مع الإكثار من الضراعة إلى الله وسؤاله سبحانه أن يكشف الضر ويزيل البأس.
 ومن الأدعية الثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك في علاج الأمراض من السحر وغيره
 وكان - صلى الله عليه وسلم - يرقي بها أصحابه:
"اللهم رَبَّ الناسِ اذهبِ البأسَ أشفِ أنتَ الشافي لا شفاء إلا شفاؤُك شفاءً لا يغادرُ سقماً "،
ومن ذلك الرقية التي رقى بها جبرائيلُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -
وهي قوله: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك
ومن شر كل نفس أو عين حاسد اللهُ يشفيك بسم الله أرقيك",
 وليكرر ذلك ثلاث مرات.
# ومن علاج السحر بعد وقوعه أيضا
وهو علاج نافع للرجل إذا حبس عن جماع أهله
أن يأخذ سبع ورقات من السِّدْر الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه
ويجعلها في إناء يصب عليه من الماء ما يكفيه للغسل
 ويقرأ فيها: آية الكرسي، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس
وآيات السحر التي في سورة الأعراف
 وهي قوله سبحانه: [ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ، فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ ]،
والآيات التي في سورة يونس
وهي قوله سبحانه: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ، فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ
قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ، فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ
 إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ، وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ] ،
والآيات التي في سورة طه:
 [ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى، قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى، فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى، قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ اْلأعْلَى، وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى] ،
وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب بعض الشيء ويغتسل بالباقي
وبذلك يزول الداء إن شاء الله،
 وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء.
# ومن علاج السحر أيضا وهو من أنفع علاجه
بذل الجهود في معرفة موضع السحر في أرض أو جبل أو غير ذلك
فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر.
هذا ما تيسر بيانه من الأمور التي
 يُتَّقى بها السحرُ ويعالَجُ بها والله ولي التوفيق.
[[]] وأما علاجه بعمل السحر الذي هو التقرب إلى الجن بالذبح أو غيره من القربات
لا يجوز
لأنه من عمل الشيطان
بل من الشرك الأكبر
 فالواجب الحذر من ذلك
 وفق الله المسلمين للعافية من كل سوء وحفظ عليهم دينهم إنه سميع قريب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه. ]]
وتجدها مع زيادات في المجلدات 3 و 6 و 8 من مجموع فتاوى الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله
يرجى نسخها ونشرها وطباعتها على شكل مطوية وتسجيلها على شكل مقطع صوتي فصيح واضح ثم نشره
لعظم ضحايا السحر هذه الأيام بسبب تسلط الشياطين عليهم جراء عصيان الناس لربهم وغفلتهم عن ذكرهم وإهمالهم تعلم وتعليم وقراءة المعوذتين والكرسي .

تعليقات