بأي شيء سننتصر؟!!


بأي شيء سننتصر؟!!
اعلم أخي القارئ الكريم: أن الوصول إلى النجاح لا بد له من وسائل وأسباب، وإلا فليجلس من يريد النجاح في بيته -كما الذي ينتظر الرزق- ويقول: اللهم رزقا.. اللهم نجاحا.. اللهم نصرا... وهذا غير صحيح، بلا شك؛ لماذا؟ لأن من يريد تحقيق شيء فلا بد أن يسلك طرق الوصول إليه، ويقول القائل:
ترجو السعادة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس
ولذا كان لا بد من توضيح عدد من هذه الوسائل التي تجعل حلم الانتصار حقيقة واقعة، وسأتحدث عن واقعنا اليوم وليس عن كلام نظري، إننا نريد أن نشخص الداء ونحدد الدواء بما يتناسب مع ظروف الربيع العربي الذي يطوف الآن على البلاد العربية والإسلامية وكأن الله يريد لهذه الأمة أمر رشد وعز قريبا بإذنه سبحانه، وهذا هو الصواب أن نتحدث عن واقعنا بما يناسبه، وذلك على النحو التالي:
أولا: الإيمان بالله حقا وصدقا وعملا
إن قضية الإيمان -التي هي وسيلة العلاج لأدواء الأمة كلها-، قضية محورية لتحقيق النصر وبه جاءت آيات القرآن الكريم واضحة وصريحة، كقوله تعالى: }وعد الله الذين آمنوا منكم...{ (النور: 55)، وهذا الإيمان ليس الإيمان اللساني بأن تقول: آمنت بالله، ولكن الإيمان العملي والتطبيقي بأن تراجع نفسك: هل أنت مؤمن حقا؟
وإذا أردت أن تتعرف على إيمانك فراجع هذه الأربع:
1. صدق اليقين بأن النصر من عند الله {وما النصر إلا من عند الله...} (آل عمران)، وصدق اليقين بأن النصر قريب؛ لأنه بيد الله {...ألا إن نصر الله قريب} (البقرة: 213).
2. صدق التوبة والعودة إلى الله؛ لأن النصر نقطة فلاح ونجاح، والفلاح مرتبط بالتوبة، {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} (النور: 31)، ويقصد بالتوبة: أن تري الله من نفسك خيرا، ولذا قال الفضيل بن عياض لبعض الغزاة يوما: عليكم بالتوبة فإنما ترد عنكم ما لا ترده السيوف.
3. صدق الطاعة، والعمل الصالح: وقد كان عمر الفاروق رضي الله عنه يوصي الجند دائما بالطاعة؛ لأن الانتصار على العدو يكون بطاعة أهل الإيمان لربهم، أما إذا تساوى أهل الإيمان مع عدوهم في المعصية انتصر العدو بكثرة عدده وعدته، وقد كان أبو الدرداء يقول: اعملوا العمل الصالح قبل الغزو فإنما تقاتلون عدوكم بأعمالكم وطاعاتكم.
4. صدق التوكل على الله: لماذا نرى بين قادة الأمة ورموزها من لا يزال يعتمد على أمريكا ويستحث الخطى إلى الغرب يمينا ويسارا وكأنه نسي أن الله هو خالقنا وخالقهم، التوكل يعني أن تأخذ بالأسباب الممكنة لتحقيق ما تريد وما تبحث عنه، ولذا جاء النص القرآني واضحا: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة...} (النور : 60) هكذا بدون تحديد نوع الاستطاعة ولا نوع القوة... أيا كانت، طالما أنها مشروعة-!!
هذه هي خطوات الإيمان الحقيقي بالله!!
ثانيا: الصبر مع التضحية
كثيرا ما يتعجل الأحرار تحقيق النصر السريع، وينسون أن لتحقيق ذلك ضرائب يجب أن تدفع، من تضحيات نفيسة وغالية، تضحيات بالمال والجهد والوقت والعرض والدين والحرية، لكن لا بد من الصبر، والذي به أمر ربنا فقال: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا......}. هكذا كررها لأهميتها، والصابرون يدخلون الجنة بغير حساب لعظم التعبد لله بهذا الخُلُق العظيم.
وقد أشار حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن "النصر مع الصبر" فإذا أردنا نصرة فلا بد من أن نصبر، والصبر سلاح قاتلٌ للأعداء فلا تستبطئوا النصر واصبروا.
ثالثا: وحدة الصف وتجميع الجهود:
إننا نرى بين الحين والآخر جهودا تتفرق بين أطياف الأمة، فكان لا بد من التأكيد على أهمية الوحدة والاعتصام والاتفاق، يقول تعالى: {واعتصموا بحب الله جميعا ولا تفرقوا...} (آل عمران: 103).
و حذر سبحانه وتعالى من شر التفرق وتشتت الجهود فقال عز من قائل: {وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم...} (الأنفال: 1) العجيب أن الله تعالى علَّق الفشل على التنازع والتفرق.
وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن من ملامح تحقيق النصرة أن تتفق الجهود وأن تؤلف القلوب فكانت ثاني دعامة قوية لتأسيس دولة الإسلام ووطن الإيمان بالأخوة والوحدة والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
فلنعد يا أرباب الحركات  إلى الله وحده ونصف الصفوف  ونجمع المسلمين ولا نفرقهم
بحجة الانتماء والحزبيه والتبعيه لتنظيم فلان وفلان فكلنا اخوه واستعينوا بالله واصبروا وتوحدوا رحمكم الله.

تعليقات