عثمان بن عفان رضي الله عنه

أخرج مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعاً في بيتي كاشفا عن فخذيه – أو ساقيه – فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدث ، ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوّى ثيابه فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة رضي الله عنها: دخل أبو بكر فلم تهش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة"[رواه مسلم]. وفي حديث المسند عند أحمد صح إسناده: أنه عليه الصلاة والسلام خرج من عند رقية ابنته زوجة عثمان رضي الله عنه وقد رجّلت له رأسه فسألها عليه صلوات ربي وسلامه عليه: كيف تجدين أبا عبد الله – أي عثمان رضي الله عنه؟ قالت: كخير الرجال؛ قال عليه الصلاة والسلام:" أكرميه؛ فإنه من أشبه أصحابي بي خلقاً"[ ضعف الرواية الألباني وغيره، أما الهيثمي فقد وثق رجال إحدى الروايات.].
صلى الله وسلم على حبيبنا محمد وعلى أنبياء الله ورسله جميعاً، ورضي الله عن أصحابه؛ خيار هذه الأمة أبرها قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلّفاً، وقوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونقل دينه فلنتشبه بأخلاقهم وطرائقهم؛ فإنهم كانوا على الهَديِ المستقيم، ممشاهم بالتواضع، ومنطقُهم بالعمل، ومطعمهُم ومشربهُم الطيب من الرزق، وخضوعهم بالطاعة لربهم، بذلوا له دماءهم حين استنصرهم، وبذلوا له وفي سبيله أموالهم حين استقرضهم، حسنت أخلاقهم، وهانت مؤنتهم وكفاهم اليسير من دنياهم إلى آخرتهم، عقيدتنا فيهم: محبتهم، والاستغفار لهم، والترضي عنهم، وتوقيرهم، والاحتجاج بإجماعهم، والاقتداء بهم، وحرمة بغض واحد منهم، والسكوتُ عما شجر بينهم؛ فهم جميعهم مجتهدون فمن أصاب منهم فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد،:{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)}سورة الحشر.
أما بعد عباد الله :- أوصيكم ونفسي بتقوى الله، ولنعلم أنَّ المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه وغيبته ونميمته وحسده ووشايته، ولنتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب، وهنيئاً لمن علم خيراً فنطق وأحجم عن مأثمة فسكت .
أمة الهدى والنور:
حديث اليوم عن سيرة عطرة وأنفاس زكية، لخليفة راشد، ذي النورين؛ سُمي بذلك كما ذكر العيني في شرحه لصحيح البخاري أنه قيل للمهلب بن أبي صفرة: " لما قيل لعثمان ذو النورين ؟ فقال: لأنا لا نعلم أحداً أُرسل ستراً على بنتين لنبي غيره ". كان رضي الله عنه ممن صلى القبلتين، وهاجر الهجرتين، وقتل مظلوماً؛ فأوتي من الأجر كفلين، أمير البررة، وخير الخيرة، وقتيل الفجرة، سُل سيف الفتنة لقتله ولم يغمد بعد. إنه عثمان بن عفان رضي الله عنه بن أبي العاص بن أمية، يجتمع نسباً هو والنبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف، أمُه أروى بنت كريز، وهي صحابية أسلمت فحسن إسلامها.
كان من مناقب أبي عبد الله عثمان رضي الله عنه: أنه ثالث ثلاثة، وقيل رابع أربعة في الإسلام، من العشرة المبشرين بالجنة، وكاتبُ الوحي للحبيب عليه الصلاة والسلام، وثالث الخلفاء الراشدين.
لما جهزّ جيش العسرة قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ما ضر عثمان ما عمل بعد هذا أبداً"[رواه الترمذي وحسنه الألباني]؛ فقد أنفق في تلك الغزاة تسعمائة وأربعون بعيراً، ثم جاء بستين فرساً فأتم بها الألف، واشترى بئر رومة وجعلها سقيا للمسلمين؛ فكانت له عيناً في الجنة, جمع المسلمين على مصحف واحد بعد أن كاد الناس يختلفون, قال ابن العربي: " وأما جمع القرآن فتلك حسنته العظمى وخصلته الكبرى – وإلى أن قال: وحسم مادة الخلاف، وكان نفوذ وعد الله بحفظ القرآن على يديه" . روى الإمام البخاري رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما: "زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلا نفاضل بينهم".
ومن مناقبه رضي الله عنه: أن الله تعالى فتح على يديه كثيراً من الأقاليم والأمصار، وبلغ الإسلام في خلافته مشرق الأرض ومغربها ما شاء الله أن يبلغ، وامتدت دولة الإسلام من السند في الشرق إلى بلاد القوقاز في الشمال، ووصل الزحفُ الإسلامي إفريقية غرباً وما يليها من جزر البحر الأبيض المتوسط، ثم إلى الحبشة جنوباً، وظهر للناس مصداقُ قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)}سورة النور ، قال ابن كثير رحمه الله تعالى: " وهذا كله تحقق وقوعه وتأكد وتوطّد في زمن عثمان رضي الله عنه، بل إن البحرية الإسلامية تدين بوجودها أصلا وابتداءً لعثمان رضي الله عنه؛ فقد آذن لمعاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه بالغزو البحري، ثم كان منه أن – أي عثمان رضي الله عنه- أذن بتكوين الأسطول البحري الإسلامي الذي هزم بحمد الله أعتا أساطيل العالم الأسطول البيزنطي في معركة ذات الصواري، كما أخضعوا به أيضا جزر البحر الأبيض المتوسط
أخي باغي الخير :-
وهنا وقفة مع أوهام عششت في أذهان البعض عن حسن نية أو سوئها مفادها: أن عثمان رضي الله عنه كان ضعيفاً في مواقفه، يساق إلى ما يُراد، وقد استغل المستشرقون ومن رضع من لبانهم هذا المعنى؛ فأعملوا أقلامهم، ووجهوا سهامهم، وولجوا من نافذة أن عثمان رضي الله عنه كان رحيما رؤوفا برعيته؛ فزعموا عدم قدرته على إدارة أمور الدولة والسيطرة عليها، وهذا ادعاءٌ كاذب، وافتراء باطل والدليل:
1- أنه رشح للخلافة بمشورة المسلمين قاطبة، ومنهم المبشرون بالجنة؛ فهل كان إجماعهم خطأ ؟
2- أنه بين منهجه الدال على حزمه وعدله ورحمته وحلمه في أول خطبة خطبها بعد توليه الخلافة في محرم سنة أربعة وعشرون للهجرة.
3- وكان رضي الله عنه حازماً مع عماله في الأمصار؛ إذ بعث فيهم أن يوافوه في كل عام في الحج، وأن يأتيه كل من شكوا منهم، وكتب إلى أمرائه أن ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، ولا يذل المؤمن نفسه؛ فإني مع الضعيف على القوي ما دام مظلوماً إن شاء الله.
4- ما إن شاع مقتل عمر رضي الله عنه حتى اشتعلت نيران الفتنة والتمرد في أنحاء من أقطار المسلمين، وتلاحقت الثورات والقلاقل، لكن تلك الأحداث الجسام لم تكن لتفت من عضده رضي الله عنه، ولا هي بالتي أوهنت عزيمته، بل صمد لذلك، وقابله برباطة جأش وحكمة في التعامل وسداد في اتخاذ القرار.
5- زادت فتوحات المسلمين، واتسعت رقعة هداها ونورها، وأنشأ رضي الله عنه قوة بحرية لمواجهة أي هجوم بحري ضد المسلمين.
والسؤال: هل كانت تلك الفتوحات العظيمة، والسياسة الحكيمة، والضبط للأقاليم يمكن أن تتحقق لو كان عثمان رضي الله عنه ضعيفاً ؟
بل كان يقيم الحدود على الشريف والضعيف والقريب والبعيد .
أخي القائم بالقسط:
أمّا إن سألت عن عثمان رضي الله عنه في سجاياه؟ فدونك من أشبه النبي في أخلاقه؛ فقد كان رضي الله عنه مناراً شامخا؛ فقد مضى في إيمانه قوياً هادئاً وديعاً صابراً عفواً كريماً محسناً رحيماً سخياً باذلا، قال عنه صلى الله عليه وسلم:" أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان بن عفان.." [ رواه الترمذي وصححه الألباني].
كان من أجود الناس رضي الله عنه، وصور ذلك كثيرة، دونك منها ما ذكره ابن كثير رحمه الله: أنه كان له على طلحة بن عبيد الله خمسون ألفاً؛ فقال له طلحة يوماً: قد تهيأ مالك فاقبضه، فقال له عثمان: هو لك؛ معونة لك على مرؤتك .
ولئن نسينا فلن ننس ما درسناه في مدارسنا في تلك القافلة التي قدمت له من ألف بعير موسوقة براً وزيتاً وزبيباً.
شهد له عمر رضي الله عنه أن المصطفي صلى الله عليه وسلم مات وهو عنه راض، كان الحلم فيه خصلة ظاهره، سمحاً سهلاً إذا باع واشترى .
أما عبادته: فقد قال بن المبارك في الزهد:" أن عثمان رضي الله عنه كان لا يوقظ من أهله، إلا أن يجده يقظان فيدعوه فيناوله وضوءه، وكان يصوم الدهر"[الإصابة]، وكان رضي الله عنه كثير قراءة القرآن، ذاكرً للآخرة؛ فقد كان إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته؛ فقيل له: تذكر الجنة والنار وتبكي من هذا؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ؛ فَإِنْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ"[رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح]،( قال الحسن البصري: رأيت عثمان نائماً في المسجد في ملحفة له، ليس حوله أحد، وقد أثر الحصير في جنبه )، وكفى عثمان فخراً رضي الله عنه أنه بايع النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسله إلى قريش في بيعة الرضوان؛ فاحتبسته قريش عندها ثلاثة أيام، حتى شاع أنها قتلته؛ فقال صلى الله عليه وسلم : " اللهم اللهم إن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك فضرب بإحدى يديه على الأخرى؛ فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خير له من أيديهم لأنفسهم "[أخرجه البزار في مسنده]؛
لما سئل عنه علي رضي الله عنه قال: (كان عثمان أوصلنا للرحم)[ انظرالإصابة ].
ألا رضي الله عن عثمان وألبسه شآبيب رحمته . لقد كان يصل ذوي الحاجات، ويفرض العطايا للمواليد، ويواسي من رعيته قادمهم، ويسأل عن مرضاهم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله سابغ النعم، ومحيل النقم، تتم الصالحات بنعمته، وترفع الدرجات بفضله ومنته، ولا تجري الأمور إلا بعلمه وتدبيره وحكمته، نسأله أن يغنّينا بالافتقار إليه، ونعوذ به أن يفقرنا بالاستغناء عنه، والصلاة والسلام على الرسول المصطفى، الذي كان متكئاً في حائط من حيطان المدينة، فاستفتح عليه أبو بكر فبشره بالجنة، واستفتح عمر فبشره بالجنة، واستفتح عثمان فبشره بالجنة على بلوى؛ فقال عثمان رضي الله عنهم جميعا: اللهم صبراً، أو قال: الله المستعان. [رواه مسلم]،وفي رواية صحيحة: "فبشره بالجنة على بلوى شديدة تصيبه "، وقد روى أحمد وابن حبان في الحديث الصحيح: أن مرّة البهزي قال رضي الله عنه: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة قال:" كيف تصنعون في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي البقر؟"- شبهها بقرون البقر لشدتها وصعوبتها – قالوا: نصنع ماذا يا نبي الله؟ قال:" عليكم بهذا وأصحابه"، قال: فأسرعت _ أي الراوي _ حتى عطفت إلى الرجل قلت: هذا يا نبي الله؟ قال:" هذا "؛ فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه.[رواه ابن حبان وصححه الألباني]. صلى الله وسلم على رسولنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..أما بعد:
أيها المؤمنون:-
ومع الصفحة الملطخة بالدماء الطاهرة من حياة ذي النورين رضي الله عنه، الفتنة التي سار في ركابها غوغاء الأمصار، ونزاعُ القبائل، كما نفتهم عائشةُ، وحثالةُ الناس كما ذكرهم ابن سعد في طبقاته: همج ورعاع، كما نقل ذلك عنهم النووي، وخوارج مفسدون وضالون باغون معتدون، كما أبان ذلك من حالهم شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في منهاجه.
إنها الفتنة التي لن ألج في تفاصيلها، ولكن إن أردت فيها ظمأ يُروى، وغليلا يشفى؛ فدونك ذلك في هذه المراجع :-
1- تحقيق مواقف الصحابة من الفتنة مجلدان للدكتور محمد أمحزون.
2-عبد الله بن سبأ وأثره في أحداث الفتنة د سليمان العوده.
3-العواصم من القواصم للقاضي أبي بكر بن العربي.
أخي رضي الفؤاد:-
لقد أحاط الثوار بالمدينة وعثمان رضي الله عنه غير مكترث بهم، ومضى أسبوع على نزولهم بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وازداد تصاعد الأحداث حتى تطور إلى مناوشات، ثم حُصب الخليفة عثمان وهو على المنبر، وتزايد عددهم حتى ضاقت بهم شوارع المدينة، كما ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى حتى لو ألقي حجر لم يقع إلا على رأس رجل، وحوصر عثمان في داره رضي الله عنه، وتسابق الصحابة رضي الله عنهم في الذود عنه، فكان يستقبلهم ويقسم عليهم بالله أن يكفوا أيديهم فيسكنوا، حتى أن بعضهم رضي الله عنهم لبس الدرع مرتين، وحتى أن الأنصار يسألونه أن يكونوا أنصار الله مرتين؛ فكان يأمرهم بالكف، ويقول: لا حاجة لي في ذلك. وكان في تلك الأيام التي حوصر فيها رضي الله عنه والتي استمرت زهاء أربعين يوما يبرز إليهم؛ فيذكرهم بمواقفه، وما بُشر به من حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكيف أنه لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث. ولكن دون جدوى، ومنعوه الماء؛ فذكرهم أنه الذي اشترى بئر رومة سقيا للمسلمين، ومنعوه الطعام والزاد حتى قال لهم علي رضي الله نه: يا أيها الناس إن الذي تفعلوه لا يشبه أمر المؤمنين ولا أمر الكافرين؛ فلا تمنعوا عن هذا الرجل الماء ولا المادة – الطعام – فإن الروم وفارس لتأسر وتطعم وتسقي.
ثم اشتد حصارهم حتى حبسوه عن الخروج للمسجد، وهو الذي ذكرهم بتوسعته إياه، كما ذكر ابن حجر رحمه الله: أنه وسعه سنة ثلاثين للهجرة على المشهور. ومع ذلك فكان أحقن الناس للدماء، وما أحب أن تهراق بسببه، وإلا فقد كان بإمكان عثمان رضي الله عنه أن يتخذ لنفسه حجاجاً يسلطه على أبشار الأمة بسياط القهر والجبروت، ولم يكن عاجزاً أن يأمر الصحابة بقتال هؤلاء الخوارج حتى يفنى خلق كثير لتخمد الفتنة.
يقول القاضي ابن العربي رحمه الله: قتل عثمان والصحابة براء من دمه؛ لأنه منع من قتال من ثار عليه، وقال: لا أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بالقتل؛ فصبر على البلاء، واستسلم للمحنة، وفدى بنفسه الأمة .
أخي الكريم:-
وتسور القوم الدار، ودخل عليه أشقاهم، وسفكوا دمه وهو صائم قارئ للقرآن، مفتوح بين يديه؛ فانتضح منه الدم على قوله تعالى:"فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم". قالت عمرة بنت أرطأة العدوية: فما مات رجل منهم سويا.
وكان قد رأى رضي الله عنه في الرواية التي خرجها أحمد بسند حسن في المنام النبي وأبو بكر وعمر وإنهم قالوا لي: اصبر؛ فإنك تفطر عندنا القابلة. ثم دعا بمصحف ونشر بين يديه؛ فقتل رضي الله عنه وهو كذلك.

تعليقات